مطالبات بخفض شراء الدولار في تركيا .. يشهد الاقتصاد التركي طفرة في المطالبات بخفض شراء الدولار حيث يسعى العديد من المستثمرين والشركات إلى تحسين الوضع المالي للبلاد، وتأتي هذه المطالبات في ظل ارتفاع قيمة الدولار مقابل الليرة التركية ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية.
وعلى الرغم من جهود الحكومة التركية لتحسين الوضع الاقتصادي، فإنها تواجه تحديات كبيرة في هذا الصدد، لهذا طلب البنك المركزي من المصارف المحلية خفض شراء الدولار رغبةً في تخفيف حدة الضغط على الليرة وفقًا لمصادر ملمة بالأمر.
تخصيص حد يومي لكميات العملة الأجنبية
نقلت مصادر ملمة طلبوا إخفاء هويتهم: قيام البنك المركزي الأسبوع الماضي باخطار بعض المصارف بصورة شفهية بتخصيص حد يومي لكم العملات الأجنبية الممكن شراؤها في سوق “ما بين البنوك” (الإنتربنك).
ويأتي هذا الإجراء بعد استيفاء الاحتياجات في إطار برنامج الودائع المحمية من تقلبات أسعار الصرف “كيه كيه إم”، والذي يعد نظام ادخار بالليرة يدعمه الحكومة ويعوِّض المشاركين فيه عن تقلبات سعر الصرف.
وفي سياق تخفيف إجراءات إدارة الليرة تأتي مطالب الحد من شراء العملات الأجنبية، حيث يعمل البنك المركزي التركي على تخفيف بعض الإجراءات مثل متطلبات الإبلاغ عن مشتريات العملاء بالدولار، وتقييد ساعات التداول، وزيادة السعر للمستثمرين الأفراد.
توسيع الفروق بين أسعار الشراء والبيع
عندما تواصلت بلومبرغ مع “المركزي” يوم الإثنين، رفض الأخير التعليق على الحدود اليومية التي تفرضها على شراء العملات الأجنبية في السوق المالية بين البنوك، ووفقًا للمصادر المطلعة فإن هناك بعض التجاوزات في تنفيذ تلك الإجراءات، حيث تخطت بعض البنوك الحدود المفروضة دون أن تتعرض لأي عقوبات.
نتيجة لتحديد الحدود اليومية وزيادة الفروق السعرية، اضطر المزيد من الشركات والمستثمرين الأفراد للاستعانة بخدمات مكاتب الصرافة في “البازار الكبير” الذي يُعد أكبر سوق مغطى في إسطنبول منذ قرون.
تزايد في تقلبات الليرة
تشهد الليرة التركية تقلبات حادة قبل الانتخابات المقررة في 14 مايو، في ظل سعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتمديد فترة حكمه التي استمرت لمدة عقدين والحصول على فترة حكم إضافية لمدة خمس سنوات.
وقبل أسابيع قليلة من انتخابات تركيا المزمع إجراؤها، شهدت الليرة التركية تقلبًا شديدًا مقابل الدولار حيث ارتفع معدل التقلب الشهري إلى أعلى مستوياته منذ يونيو الماضي ووصل إلى 39%، مما يجعله الأعلى في جميع أنحاء العالم.
يتيح السوق السوداء للمستثمرين شراء الدولار بأسعار أعلى من السعر الرسمي للبنك، وفي يوم الإثنين تم تداول الدولار بأكثر من 20 ليرة للدولار، في حين بلغ سعر الصرف بين البنوك 19.3771 ليرة للدولار.
