تحول أسواق الغاز الطبيعي من نقص إلى وفرة
تحول أسواق الغاز الطبيعي من نقص إلى وفرة..تواجه الأسواق العالمية فائض في إنتاج الغاز الطبيعي، مما أدى إلى انخفاض الأسعار وتوقعات بحدوث زيادة كبيرة في الإمدادات الوقودية في أوروبا وآسيا خلال الفترة القادمة.
مقارنة بين العام الماضي والحالي
في العام الماضي، لم تشهد الأسواق العالمية وفرة في الغاز الطبيعي إلا في حالات نادرة وذلك بعد تأثير الحرب في أوكرانيا على أسواق الطاقة وتداعياتها، مما دفع أوروبا إلى توفير مصادر إمداد بديلة للغاز الطبيعي بأقصى قدر ممكن.
أما الآن يشهد المخزون العالمي للغاز الطبيعي في الوقت الحالي ملء تدريجي من كوريا الجنوبية إلى إسبانيا وذلك نتيجة للأحوال الجوية الشتوية المعتدلة بشكل عام، والجهود المبذولة لتقليل الاستهلاك.
فيما تواجه الناقلات المحملة بالغاز المسال صعوبة في إيجاد مشترين لشحناتها حالياً، وهو الغاز الذي استخدم كحل مؤقت لتعويض تدفقات خطوط الأنابيب الروسية التي تم قطعها.
وقد تبقى هذه الناقلات طافية في البحر لعدة أسابيع دون وجهة محددة.
وفرة في الغاز الطبيعي
عادةً ما ينخفض الطلب على الغاز بعد انتهاء موسم التدفئة لكنه يرتفع مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، حيث تزداد الحاجة للتبريد.
وعادةً ما يتم تخزين الوقود للاستعداد للموسم القادم لكن هذا العام، قد تكتمل جهود إعادة التعبئة في أوروبا بحلول نهاية أغسطس وفقًا لتوقعات بنك “مورغان ستانلي”.
بحسب ما صرح به “تالون كستر” محلل الطاقة في “بلومبرغ إنتليجنس”، يمكن أن تواجه الأسعار الضغط في الفترة القصيرة القادمة نظراً لوجود وفرة في الغاز الطبيعي المسال، وهذا قد يؤدي إلى تخفيض مستويات أسعار الوقود القياسية قليلاً.
مخاوف محتملة من اختفاء الوفرة الحالية
تشير الأسعار الحالية للغاز في أوروبا وآسيا إلى انخفاض ملحوظ مقارنة بأعلى مستوياتها في العام الماضي، ولكنها لا تزال أعلى بكثير من متوسط السنوات العشر الماضية، مما يشير إلى وجود مخاوف من احتمال اختفاء الوفرة الحالية.
ووفقًا ل “تالون كستر” محلل الطاقة في “بلومبرغ إنتليجنس” فإن الأسعار قد تكون قريبة من أدنى مستوياتها بالفعل، نظرًا لأن تكاليف الغاز الأرخص قد تحفز زيادة الطلب.
يركز الاهتمام حالياً على فصل الصيف، حيث يمكن لحالات الطقس الحارة والجافة أن تزيد من الطلب على الغاز لأغراض التبري، وطبقاً لتحليلات كستر سيبدأ المستوردون في الاستعداد لفصل الشتاء في مستهل الربع الثالث، مما سيزيد من المنافسة على شحنات الغاز الطبيعي المسال ويعزز الطلب.
قيود علي إمدادات الغاز المفرطة
رغم ذلك فمن الممكن أن تؤثر الصيانة السنوية المقررة لمنشآت الغاز من أواخر أبريل حتى الصيف على الإمدادات الزائدة.
كما أن هناك خطراً آخر يتمثل في حدوث مزيد من التخفيضات في عمليات التسليم الروسية أو في انقطاعات غير متوقعة، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يظل المعروض العالمي من الغاز الطبيعي المسال محدوداً للأقل عامين.
وفقاً للمذكرة التي نشرها المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية الأسبوع الماضي، من المتوقع أن يتعرض التوازن في سوق الغاز الأوروبية للمخاطر أكثر في عام 2023 مما كان عليه في العام الماضي، وذلك بسبب الانخفاض المتوقع في المعروض وزيادة الطلب، مما يجعل أي انقطاع بسيط في الإمدادات له آثار كبيرة.