تراجع أسعار النفط بسبب مخاوف رفع الفائدة الأمريكية
انخفضت أسعار النفط في جلسة التداولات الأخيرة، وذلك بسبب توقعات رفع أسعار الفائدة الأميركية التي من شأنها تباطؤ النمو الاقتصادي وتقليل الطلب على النفط. وعلى الرغم من البيانات الاقتصادية الصينية القوية، فإن هذه التوقعات السلبية طغت على الأسواق. ومع ذلك، قلص تراجع المخزونات الأميركية بنسبة أعلى من المتوقع الخسائر.
وفي نفس السياق، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.2٪ إلى 83.67 دولار للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 1.5٪ ليصل إلى 79.52 دولار للبرميل.
النفط يتأثر بتوقعات رفع الفائدة الأمريكية ويتراجع في الأسواق العالمية
تأثرت أسعار النفط في الفترة الأخيرة بتقلبات في الأسواق المالية العالمية، وخاصةً بسبب تراجع الطلب العالمي على النفط بسبب جائحة كوفيد-19، وتخوف المستثمرين من تباطؤ النمو العالمي وتأثير رفع أسعار الفائدة الأميركية على النمو الاقتصادي واستهلاك النفط.
وعلى الرغم من ذلك، فإن تراجع المخزونات الأميركية بشكل أكبر من المتوقع ساهم في تقليل الخسائر وإبقاء أسعار النفط على مستويات مرتفعة نسبياً. يجب الإشارة إلى أن تأثير تقلبات الأسواق المالية والأحداث الاقتصادية العالمية على أسعار النفط يتطلب متابعة دائمة وتحليل دقيق للمستجدات والتغيرات في هذا القطاع المهم.
توقعات برفع أسعار الفائدة الأميركية لمكافحة التضخم
قدم رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، يوم الثلاثاء تصريحًا يشير إلى أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيتجه على الأرجح إلى زيادة سعر الفائدة مرة أخرى لمكافحة التضخم.
ومن المتوقع أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس في الاجتماع السياسي المقرر في مايو (أيار)، وتشير الأسواق إلى احتمالية ذلك بنسبة 86%.
على صعيد آخر، أشار ستيفن برينوك، المحلل المختص بالنفط في “بي في إم أويل”، وفقًا لوكالة “رويترز”، إلى أن “البيانات الصادرة أمس تشير إلى أن تسارع الاقتصاد الصيني لم يوفر نقطة انطلاق لارتفاع أسعار الطاقة”.
ويشكل الاقتصاد الصيني، كأكبر دولة مستوردة للنفط الخام، مؤشرًا مهمًا لصحة سوق النفط، إذ سجل نموًا بنسبة 4.5% في الربع الأول، بالإضافة إلى ارتفاع إنتاج مصافي النفط في البلاد إلى مستويات قياسية في شهر مارس (آذار).
كما دعمت الأسعار تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية الذي صدر، حيث أظهر أن المخزونات الخام الأميركية تراجعت بنحو 4.6 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو ما جاء أكثر من توقعات المحللين، لتصل إلى 466 مليون برميل.
ارتفاع صادرات النفط الروسي في أبريل يؤدي إلى زيادة الضغط على خامي القياس
بينما تواصل المصافي الآسيوية شراء النفط الروسي بأسعار تفوق الحد الأقصى المحدد عند 60 دولارًا للبرميل، زاد الضغط على خامي القياس. وفي إبريل، اشترت الصين والهند معظم كميات النفط الروسي بأسعار مرتفعة، وهو ما يدفع المزيد من الضغوط على الأسعار.
من جهتها، أفادت وكالة “رويترز” بأن شحنات النفط من الموانئ الرئيسية بغرب روسيا سترتفع إلى أعلى مستوياتها منذ 2019، وذلك بما يتجاوز 2.4 مليون برميل يوميًا، رغم التزام روسيا بخفض الإنتاج.
ومن المتوقع أن يتزايد تصدير النفط الخام الروسي ونقله من الموانئ الرئيسية بريمورسك وأوست لوجا ونوفوروسيسك، ليصل في إبريل إلى أكثر من 10 ملايين طن، متجاوزًا بذلك 9.7 مليون طن في مارس.