شهدت الأسواق العالمية يوم الاثنين ارتفاعًا جديدًا في قيمة الأسهم، حيث يترقب المستثمرون بحماس نتائج الأداء الفصلي للبنوك الأميركية الكبرى، مع توقعات بتحقيقها أرباحًا قوية. ومن ثَمَّ، يتطلع هؤلاء المستثمرون بشغف إلى قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي حول رفع أسعار الفائدة، مما يضفي جوًا من الترقب والحماس على الأسواق.
ويلاحظ المستثمرون عن كثب صدور تقارير الأرباح التي تشمل بنوك مثل “غولدمان ساكس” و”مورغان ستانلي” و”بنك أوف أميركا”، حيث توقع البعض تفوق أرباح “سيتي غروب” و”جيه.بي مورغان” و”ويلز فارغو” على التوقعات في الأسبوع الماضي. ويأتي ذلك في ظل ارتفاع أسعار الفائدة واستقرار المخاوف المتعلقة بالنظام المصرفي.
وينتظر المستثمرون بفارغ الصبر تصريحات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي بقيادة رئيسته كريستين لاغارد، والتي يتوقع أن تحمل إشارات حول توقيت رفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب.
الاقتصاد الأميركي يواصل ارتفاعه والمؤشرات العالمية تسجل مكاسب
جاءت بيانات صادمة يوم الجمعة الماضي، حيث أظهرت أن مبيعات التجزئة الأميركية تراجعت بنسبة 0.3% في الشهر الماضي، وهو الأمر الذي لم يتوقعه أحد. لكن، وعلى الرغم من ذلك، فإن تينا تينغ، محللة السوق في «سي إم سي ماركتس»، تؤكد بأن الاقتصاد الأميركي ليس سيئًا للغاية، وهذا يتضح من ارتفاع أرباح البنوك الأميركية التي جاءت بنتائج أفضل من التوقعات.
ومن هنا، تتوقع الأسواق المالية أن يواصل مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة، وبنسبة تصل إلى 81% حالياً.
وعلى صعيد آخر، ارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.3%، فيما شهد المؤشر «ستوكس 50» للأسهم القيادية ارتفاعًا كبيرًا ليصل إلى أعلى مستوى في 22 عامًا. وعلى الرغم من تراجع أسهم شركات التكنولوجيا، فإن أسهم قطاع التعدين حققت ارتفاعًا بنسبة 1.6%.
فيما تألق المؤشر الياباني نيكي يوم الاثنين، إذ واصل صعوده للجلسة السابعة على التوالي ليغلق عند أعلى مستوى في أكثر من شهر. وقد دعم ضعف الين أسهم شركات التصدير، فيما ارتبطت أسهم البنوك بارتفاع حاد في الأسواق الأميركية.
وحقق المؤشر نيكي مكاسب بلغت 0.07 بالمائة ليصل إلى 28514.78 نقطة، محققاً سلسلة متواصلة من المكاسب للمرة الأطول منذ منتصف يوليو (تموز) من العام الماضي، في حين ارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.41 بالمائة ليغلق عند 2026.97 نقطة.
الدولار يسجل أعلى مستوى له في شهر والذهب يواصل تماسكه
الدولار يتقدم بخطى ثابتة ويحطم حاجزاً جديداً أمام الين، وذلك بفضل قوة مبيعات التجزئة الأميركية الأساسية وأرباح البنوك الأميركية القوية التي دفعت توقعات السوق برفع أسعار الفائدة في الشهر القادم. وفي الوقت ذاته، حققت أسهم “تويوتا” و”نيسان موتورز” ارتفاعات جيدة، وتقدمت أسهم بنك “ميتسوبيشي يو إف جي” ومجموعة “سوميتومو ميتسوي” المالية بنسب مذهلة.
ومن جهة أخرى، يظل سعر الذهب مستقراً فوق مستوى 1000 دولار للأوقية، ولم يتأثر بالتصحيح الذي شهدته الأسواق في الجلسة السابقة، ويترقب المستثمرون بحذر مسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. وفي الوقت الحالي، سجل الذهب ارتفاعاً بنسبة 0.2 بالمائة في المعاملات الفورية إلى 2007.17 دولار للأوقية، فيما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.3 بالمائة عند 2021.10 دولار للأوقية.
