على إيقاع تداولات الأسواق المالية، تمكّنت بيانات اقتصادية متفائلة من الصين، الاربعاء امس، من إعادة الأمل للمتعاملين في سوق النفط، حيث شهدت الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً. وتحوّل تركيز المستثمرين من القلق الناجم عن توقعات النمو العالمي ورفع أسعار الفائدة الأميركية، إلى التفاؤل بعد إعلان نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم بنسبة أعلى من التوقعات.
صعود أسعار النفط بدعم بيانات اقتصادية إيجابية من الصين
يرجع البعض هذا الارتفاع أيضا إلى القرار الأخير الذي اتخذته منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك+” بخفض الإنتاج الطوعي للنفط، الذي يهدف إلى دعم الأسعار وتحسين الوضع الاقتصادي للدول الأعضاء في المنظمة.
مع ذلك، لا يزال هناك بعض المخاطر التي قد تؤثر على الأسعار في المستقبل، مثل تفاقم جائحة كوفيد-19 وتأثيرها على الطلب العالمي على النفط، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بتباطؤ النمو الاقتصادي في بعض الدول وتأثير ذلك على الطلب على النفط.
من جهة أخرى، يتوقع الخبراء أن تستمر الجهود العالمية للانتقال إلى مصادر طاقة أكثر نظافة وصديقة للبيئة، مما قد يؤدي إلى تقليل الاعتماد على النفط في المستقبل وتأثير ذلك على الأسعار.
أسعار النفط ترتفع مع نمو الاقتصاد الصيني
تعافى سوق النفط بعد ارتفاع أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسب متواضعة. حيث ارتفع سعر خام برنت بنسبة 0.4 في المائة إلى 85.17 دولار للبرميل، فيما صعد سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.6 في المائة إلى 81.32 دولار للبرميل، في الوقت الذي يحاول فيه النفط التعافي من الهبوط الحاد الذي شهده في الأسابيع الماضية.
وفيما يتعلق بالأخبار الاقتصادية، سجل الاقتصاد الصيني نموًا بنسبة 4.5 في المائة في الربع الأول من عام 2023، ويعزى هذا الارتفاع إلى رفع القيود الصحية التي فرضتها الحكومة الصينية في نهاية العام الماضي بسبب جائحة كوفيد-19.
ولكن، يبدو أن النفط يتعرض لضغوط مستمرة، حيث أعلنت حكومة العراق الاتحادية وحكومة إقليم كردستان عن استئناف صادرات النفط الشمالية من ميناء جيهان التركي، بعد توقفها في الشهر الماضي، مما أثر سلبًا على أسعار النفط في البداية.
وفي هذا السياق، صرح كريج إيرلام كبير محللي السوق لدى أواندا، وفقًا لـ “رويترز”، أن أسعار النفط ستعتمد على النمو العالمي، وما إذا كان بإمكان الاقتصاد العالمي الصمود في وجه العواصف الاقتصادية الأخيرة، خاصة في الولايات المتحدة، حيث يتوقع أن تؤثر تشديد شروط الائتمان بشكل كبير على النمو في بقية العام.
النفط يتلقى دعمًا من الصين ويواجه تحديات العرض والطلب
على الرغم من الارتفاع القياسي في إنتاجية مصافي النفط في الصين وزيادة نمو اقتصادها، فإن احتمال رفع أسعار الفائدة الأمريكية القادم يشكل عبئاً على المعنويات في سوق النفط العالمية. يتوقع التجار رفع أسعار الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس في اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي في شهر مايو.
“هل ينتظر النفط نصفاً ثانياً صعباً؟” هذا ما يروج له سبنسر ديل، كبير الاقتصاديين في بريتش بتروليوم، حيث يتوقع تراجعاً في معروض النفط العالمي خلال النصف الثاني من عام 2023، نتيجة لقرار أوبك بلس الأخير بخفض الإنتاج. وفي حالة تعافي الصين الاقتصادي، فقد يتسبب ذلك في نقصان الإمدادات لأسواق النفط بشكل ملحوظ.
