“سعر النفط الخام” .. مع تصاعد الأوضاع العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، يتسارع قلق العديد من الأفراد حيال تداولات أسواق النفط وتأثيراتها المحتملة على مستويات الأسعار، وهو أمر يفاقم التحديات التي تواجه الدول في مجال ضبط معدلات التضخم.
حيث انطلقت سلسلة الأحداث المؤثرة في الشرق الأوسط خلال الربع الأخير من العام الماضي، شهدنا خلالها اندلاع حروب في غزة، ولم تتوقف موجات الصدمات عن التوسع، مع تصاعد التوترات التي تعصف بالمنطقة. وقد ألقت هذه الأحداث بظلالها الثقيلة على التجارة البحرية الدولية في البحر الأحمر، نتيجة للضربات التي يشنها الحوثيون، الذين يتلقون الدعم من إيران.
هكذا، تشكل هذه التطورات التي تجتاح المنطقة تحدياً إضافياً لاقتصادات الدول، مع التأثير المتوقع على أسواق النفط وتداولاتها، وتعزز من ضغوط مكافحة التضخم التي تتعامل معها الدول في الوقت الحالي.
سعر النفط الخام
شهدت أسواق النفط العالمية تراجعًا أسبوعيًا، حيث تراجع خام برنت العالمي بنسبة تقدر بحوالي 0.5%، بينما شهد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي انخفاضًا بنحو 1.1%.وسجلت أسعار النفط 78.29 دولار للبرميل في عقود الآجلة لخام برنت، فيما بلغ سعر البرميل في عقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 72.68 دولارًا عند التسوية يوم الجمعة الماضي.
وارتفعت الأسعار بنسبة 1% في نهاية تعاملات الجمعة، وذلك عقب تغيير مسار عدد من ناقلات النفط بعيدًا عن البحر الأحمر، استجابةً للضربات الجوية والبحرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع تابعة لجماعة الحوثي في اليمن.
وتزايدت التوترات بعد هجمات الحوثيين على حركة الشحن البحرية، حيث أعلنت وسائل إعلام أمريكية عن اندلاع حريق هائل في عدة ناقلات نفط في نيوهامبشر بالولايات المتحدة. رجال الإطفاء يكافحون منذ ساعات لإخماد الحريق، وتشير التقارير إلى أن 3 ناقلات نفط ومقطورة تابعة لشركة “نورث أتلانتيك فيولز” في منطقة إيبينج اشتعلت فيها النيران، مما أسفر عن اندلاع حريق كبير دون ورود تقارير حتى الآن عن وقوع إصابات.
أزمات الشرق الأوسط. وتأثيرها علي النفط
أعرب الرئيس الأميركي، جو بايدن، يوم الجمعة، عن قلقه إزاء تأثير الصراع في الشرق الأوسط على أسعار النفط، مع التأكيد في الوقت نفسه على التزام واشنطن بحماية الملاحة في البحر الأحمر. حيث شهدت أسعار النفط ارتفاعًا نسبته 1٪ يوم الجمعة، نتيجة للتوترات المتزايدة، ورغم تراجعها في وقت لاحق، فإن مخاوف من التصعيد تلوح في الأفق، وفقًا لتقرير لوكالة فرانس برس.
وفي هذا السياق، قدم محللون اقتصاديون سيناريوهات متعددة، إما بالاستمرار في استقرار أسعار النفط، أو بمواجهة ارتفاعات كبيرة إذا اتسع نطاق النزاع ليشمل ممرات حيوية لنقل النفط. وأشاروا إلى أن سيناريو الاستقرار يظل الأكثر احتمالًا، خاصةً مع الدعم المستمر لاستقرار الأسعار ووجود التواجد العسكري الغربي في المنطقة لضمان سلامة خطوط الملاحة البحرية.
تجدر الإشارة إلى أن هجمات الحوثيين تعيق حركة الملاحة في البحر الأحمر، الذي يُشكل مرورًا لنحو 12٪ من التجارة العالمية، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل بسبب تغيير مسار السفن حول رأس الرأس الجنوبي لأفريقيا.
اطلع ايضاً علي: السعودية تخفض سعر النفط لآسيا في فبراير
