دعم القضايا يؤثر على قرار الشراء: 80% من المستهلكين يختارون الشركات المؤيدة
منطقة الشرق الأوسط تشتهر بمستهلكيها الحساسين للغاية تجاه الثقة في العلامات التجارية، حيث يعتبر أمن البيانات العامل الأهم في تحقيق ذلك. وقد توصلت دراسة إلى أن 60% من المستهلكين في المنطقة يرون أن أي انتهاك للبيانات الشخصية سيؤدي إلى تزعزع ثقتهم.
ومن جانبهم، أكد المستهلكون في منطقة الشرق الأوسط على أهمية القيم الحقيقية للشركات، إذ أن 80% منهم يفضلون الشراء من الشركات التي تدعم القضايا التي تهمهم، مثل الحفاظ على البيئة ودعم الشركات الصغيرة وتمكين المرأة وتقديم المساعدات في حالات الكوارث. هذه النسبة تفوق بكثير المتوسط العالمي البالغ 63%.
تسلط الضوء في التقرير الجديد الصادر عن قسم خدمات التحليل في مجلة “هارفارد بزنس ريفيو” بالتعاون مع ماستركارد على أهمية تحقيق التوازن بين الابتكار الرقمي وثقة العملاء في سوق الأعمال في منطقة الشرق الأوسط. وتستعرض الدراسة المشهد التجاري الحالي في المنطقة من منظور فئة الشباب، والتي تشكل شريحة كبيرة ومتزايدة من السكان.
ومن المثير للاهتمام أن المستهلكين الشباب يمنحون الأولوية للعلامات التجارية التي تشاركهم قيمهم والخدمات الرقمية التي تمنحهم الأمان. ويؤكد التقرير أيضًا على مؤشر الثقة كعنصر أساسي في جذب ولاء العملاء وتحقيق الاستدامة في الأعمال والابتكار.
تحدي الابتكار
تتحدى الشركات في منطقة الشرق الأوسط تحدياً جديداً يتمثل في تحقيق التوازن بين الابتكار والثقة لتوفير تجارب استثنائية للعملاء دون التأثير على ثقتهم الكاملة. فعملاء المنطقة يعتبرون أسرع في معاقبة الشركات على الأخطاء وسحب ثقتهم، مما يزيد من المخاطر على الشركات.
تتحدث الأرقام في التقرير عن تحدي الثقة الذي تواجهه الشركات في الشرق الأوسط. حيث يبدو أن 80% من المستهلكين في المنطقة متحمسون لاعتماد الخدمات الرقمية، لكنهم يفضلون التجارة مع الشركات التي يشعرون بالثقة بها.
ولهذا، تدرك الشركات في المنطقة أن مؤشر الثقة يلعب دورًا حاسمًا في استدامتها، حيث تؤكد أكثر من 75% من الشركات أن الثقة تعزز ولاء العملاء، في حين تشير أكثر من 50% منها إلى أن الثقة توفر ميزة تنافسية.
تبني الرقمية
بحسب تقديرات اليونيسف، يشكل الشباب الذين تقل أعمارهم عن 24 عاماً نصف سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويعد تبنيهم للعالم الرقمي بمثابة دفع قوي لتقدم الشركات والابتكار في المنطقة. ولكن مع زيادة النشاط الاقتصادي عبر الإنترنت، يعتبر الأمن والخصوصية أساسيات ليس فقط للثقة، ولكن أيضاً للابتكار.
وهذا يشير إلى ضرورة التركيز على بناء علاقات الثقة بين الشركات والمستهلكين، وتوفير الحماية الكافية للمعلومات الشخصية لتشجيع الابتكار وتحقيق النمو الاقتصادي في هذه المنطقة.
أمن البيانات
في عصر الابتكار الرقمي، تزداد أهمية الأمن والخصوصية للعملاء بشكل كبير. إنه لا يكفي للشركات الاهتمام بتقديم خدمات موثوقة ومتاحة بسرعة فحسب، بل يجب أن يكون لديها الالتزام بحماية بيانات العملاء والمحافظة على سرية هذه البيانات.
وللأسف، يتجاهل بعض الشركات أهمية هذه القضية الحساسة، حيث أنهم يركزون على الابتكار دون الالتزام بالأمن والخصوصية. إنه من المهم بالنسبة للشركات أن تحصل على تراخيص تتيح لها المزيد من الابتكار ولكن عليها أن تكون ملتزمة بحماية بيانات العملاء وتأمينها بشكل صحيح للحفاظ على ثقة المستهلكين.
