تذبذب سوق النفط في ظل مخاوف من نقص المعروض
تباينت أسعار النفط عند إغلاق تداولات الأسبوع، بعدما أفادت وكالة الطاقة الدولية في يوم الجمعة بأن خفض إنتاج النفط الذي أعلنته دول مجموعة “أوبك بلس” هذا الشهر، قد يزيد من النقص المتوقع في الإمدادات في النصف الثاني من العام. وأشارت الوكالة إلى توقعها لتراجع في المعروض العالمي للنفط بنحو 400 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية العام.
تخفيضات إنتاج النفط في “أوبك بلس” قد تؤدي إلى عجز في الإمدادات
تتجه الأنظار إلى سوق النفط العالمي وتشير التقارير إلى وجود نقص في المعروض خلال النصف الثاني من عام 2023، مما يؤدي إلى احتمالية ارتفاع الأسعار وتهديد بحدوث ركود اقتصادي، وفي ظل هذه التوقعات، تختلف وجهات النظر بين الدول المستهلكة ومنظمة «أوبك بلس».
ففي حين ترى الأولى أن سياسات الدول الغربية تسبب اضطرابات في السوق وتضخمًا يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط، يرى الثاني أن التخفيضات الأخيرة تساهم في تفاقم هذه الضغوط وتدفع الأسعار للارتفاع. ومع تزايد الضغوط على السوق، يحتمل أن يتضرر المستهلكون الذين يعانون حاليًا من التضخم بشكل أكبر.
بعد صدور تقرير وكالة الطاقة الدولية، شهدت أسعار النفط تراجعاً طفيفاً صباح الجمعة، إلا أنها عادت للارتفاع مجدداً. وفي الساعة 1255 بتوقيت غرينتش، شهدت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعاً بمقدار 30 سنتاً، أي ما يعادل 0.35%، لتصل إلى 86.39 دولار للبرميل. وتزايدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 32 سنتاً، أو ما يعادل 0.39%، لتصل إلى 82.48 دولار للبرميل.
توقعات بتراجع الطلب على النفط وأوبك تتخذ إجراءات احترازية
في ظل تهدئة المخاوف الاقتصادية وزيادة التفاؤل، توقع الخبراء ارتفاعًا في أسعار النفط، حيث يتجه الخامان القياسيان لتحقيق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي. وجاء ذلك بعد قرار مفاجئ من قبل «أوبك بلس» بزيادة خفض الإنتاج ووصفته بأنه إجراء احترازي، ومع تحذيرات منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بشأن تراجع الطلب على النفط في الصيف بسبب ارتفاع مستويات المخزونات والتحديات الاقتصادية.
ووفقًا لوكالة الطاقة، المعروض النفطي العالمي يتوقع تراجعه بـ 400 ألف برميل يومياً بحلول نهاية العام، فيما يُتوقع زيادة في الإنتاج خارج مجموعة “أوبك بلس” بمليون برميل يومياً ابتداءً من مارس، وذلك بالمقارنة مع خفض الدول المنتجة بالمجموعة بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً.
الوكالة: مخاوف بشأن ارتفاع مخزونات النفط العالمية
تأثر قرار “أوبك بلس” بارتفاع مخزونات النفط العالمية، وفقًا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة. وبلغت المخزونات العالمية 2.83 مليار برميل في يناير 2022، وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2021. ويعتمد وضع الطلب على نمو محدود في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وانتعاش الطلب الصيني بعد تخفيف قيود “كوفيد-19”.
ومع ذلك، سجلت صادرات النفط الروسية أعلى مستوياتها في مارس 2022، بفعل التدفقات القوية للمنتجات النفطية، على الرغم من الحظر المفروض على الواردات المنقولة بحراً وسياسة فرض حد أقصى للأسعار التي تقودها الولايات المتحدة.