استثمارات الورد الطائفي في السوق السعودي تتجاوز 64 مليون ريال
مدينة الطائف تعبق بشذى الورد الطائفي الفوّاح، وتتلوّن بألوانه الزاهية، في مشهد يشير إلى بدء موسم قطف الورد السنوي الذي يمتد لمدة 45 يومًا، ويجذب محبي الورد وعشاق العطور من داخل المملكة وخارجها، للمشاركة في فعاليات “مهرجان طائف الورد”.
يتزامن المهرجان مع موسم حصاد الورد الذي يحتفل به أهالي الطائف منذ أجيال، ليتعرَّف الزوّار على ثقافة الورد وصناعته المتنوعة، ويربطوا بينها وبين الثقافة المحلية للطائف التي اشتهرت بالورد منذ القدم.
موسم الورد الطائفي يساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتطوير صناعة الورد
لا يتوقف دور موسم الورد الطائفي عند إحياء الاحتفالات والأنشطة الترفيهية والثقافية فحسب، فقد تحوَّل إلى مورد اقتصادي مهم يساهم في دعم المحتوى المحلي. تتمثل أهميته في دعم برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة، والذي يهدف إلى توفير فرص الاستثمار في صناعة الورد الطائفي، ودعم صناعة تحويل الورد وزيادة مساحات زراعته، وذلك لزيادة إسهامه في الناتج المحلي ودعم الاقتصاد المحلي.
الورد الطائفي: إنتاج واستثمار يزدهر في المملكة العربية السعودية
مزارع الورد في جبال السروات بمحافظة الطائف تنتج ما يزيد عن 550 مليون وردة سنوياً، مما يجعل صناعة الورد الطائفي مصدراً مهماً للاستثمار، حيث يصل حجم الاستثمارات في السوق السعودية إلى أكثر من 64 مليون ريال.
ولا يقتصر دور هذه الصناعة على الاحتفالات والفعاليات فحسب، بل تسهم أيضاً في تحسين الناتج المحلي وتطوير الصناعة التحويلية للورد، كما أن سلة مهرجان طائف الورد دخلت قائمة جينيس للأرقام القياسية بعد أن احتوت على 84.540.000 وردة، ما يجعلها أكبر سلة ورد في العالم، تضم 26 نوعًا من أجود أنواع الورد.
صناعة الورد الطائفي ودورها في تنمية المجتمع المحلي
تنمو أكثر من 910 مزارع للورد الطائفي في العديد من المناطق المختلفة في محافظة الطائف، حيث يعتبر الورد الطائفي بمثابة العلامة التجارية الفريدة والمميزة للمنطقة. تشتهر المناطق الجبلية الواقعة في جبال الهدا والشفا، ووادي محرم، والطلحات، ووادي الأعمق، ووادي البني، وبلاد طويرق والمخاضة بزراعة الورد الطائفي، الذي يتميز بعطره الفواح وجاذبيته السياحية العالية.
وبعمل حوالي 70 مصنعًا ومعملاً في مجال استخراج وتصنيع أكثر من 80 منتجًا متنوعًا من مشتقات الورد، والذي يستخدم في صناعة منتجات العطور ومستحضرات العناية بالجسم، والتي تحظى بشعبية واسعة في الأسواق. يلعب قطاع صناعة الورد الطائفي دورًا مهمًا في تعزيز تنمية المجتمع المحلي وتوفير العديد من الفرص الوظيفية والتسويقية، بالإضافة إلى دعم تمكين نساء المنطقة للعمل في مجال الصناعة وتطوير مهاراتهن الإنتاجية.